بعد شهر من الصيام، حل عيد الفطر هذه السنة في ظروف استثنائية غير مسبوقة تتميز بفرض الحجر الصحي للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد.
فشوارع قسنطينة و على غرار باقي مدن البلاد، بدت ظهر الأحد و كأنها مدينة أشباح، فالأطفال الذين عادة ما كانوا يصنعون مشهد هذه المناسبة الدينية بلباسهم الجديد في أجواء من المرح، غابوا هذه السنة عن الموعد.
و في ظل الحجر الصحي، لجأ الكثير من القسنطينيين إلى الوسائل الرقمية و التكنولوجيات الجديدة لتبادل تهاني العيد متمنين لبعضهم البعض عيدا سعيدا.
فأرضيات الاتصالات عبر الهاتف و التحاضر المرئي عن بعد و شبكات التواصل الاجتماعي كان لا بد منها للإبقاء على التواصل و العلاقات الاجتماعية بين الأقارب.
و برأي محمد ب، فإن وباء فيروس كورونا المستجد قد غير على الناس العقليات الأكثر تصلبا، حيث قال: » رغم أني لست من المدمنين على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن في عيد الفطر لهذه السنة تقاسمت تهاني مع الا قارب و الأصدقاء ».
و أضاف يقول: » لقد فضلت سلامتي و سلامة أقاربي في هذا الظرف المتميز بأزمة صحية لم يسبق لها مثيل ».
من جهته، قال أمين .ل: « كنت أعتقد مرارا بأن استعمال التكنولوجيات الرقمية يقلص من الروابط و الصلات مع الأقارب لكني اعترف أن بفضل هذه التكنولوجيات ظل الاتصال متواصلا رغم هذا الظرف الصعب. »
مزيانو نهار اليوم، نسخة 2020
هذه الكلمات غمرت رسائل تهاني قصيرة شبكات التواصل الاجتماعي على غرار « فايسبوك » و « تويتر » كتبها أشخاص من كل مكان و من مختلف الأعمار باللغات العربية و الأمازيغية و الفرنسية لكي يهنئوا بعضهم البعض و يتقاسمون كذلك عبر الواب صورا و فيديوهات لأشخاص لا تعرف هوياتهم.
ففي عيد الفطر الاستثنائي لهذه السنة، استعيدت أغنية الراحل شيخ الحوزي عبد الكريم دالي « مزيانو نهار اليوم، صحى عيدكم » التي يتغنى فيها بعيد الفطر و عيد الأضحى.
فالفكاهة و السخرية من الذات كانت حاضرة في هذا الموعد من خلال ترديد هذه الأغنية الخالدة على النحو التالي: « مزيانو نهار اليوم، شدو بيوتكم (أبقوا في بيوتكم) » و ذلك على وقع الموسيقى.
و برأي العديد من هواة الإنترنيت عبر الفضاء الأزرق، فإن نسخة 2020 لـ »مزيانو نهار اليوم، صحى عيدكم »، هي التهنئة التي تم تقاسمها على شكل أوسع على الشبكة العنكبوتية.
و حسب أمين كذلك، فإن « استعادة هذه الأغنية يلخص الوضع الحالي و يذكر بنداءات التحلي بالحذر و الالتزام بالطرق الوقائية للحد من انتشار وباء كوفيد-19 ».
fateh
شكرا على الموضوع